https://shop.super-pharm.co.il/WEB-INF/views/responsive/pages/layout/landingLayout2Page.jsp

نمدُ يدَ العونِ:
كيفَ يكمنُ لنا مساعدةَ الأَولادِ؟

نمدُ يدَ العونِ : كيفَ يكمنُ لنا مساعدةَ الأَولادِ؟

يمكنُ لتداعياتِ العنفِ الأسريِ أنْ تكونَ هدامةً على الأولادِ، لذلكِ من الضروري جداً أنْ نعرفَ كيفَ يمكن لنا مساعدتَهم. من المفهومِ ضمناً بأَنهُ منْ حقِّ كلِّ ولدٍ أنْ يعيشَ حياةً هانئةً واّمنةً يسودها الحبُّ، فكيفَ يمكنُ لنا توفيرُ ذلك للأولاد الّذين يعيشونَ في أجواء من العنفِ الأُسري.

آذانٌ صاغيةٌ
إحدى أصعبِ التأثيراتِ والتداعياتِ للعيشِ في أجواءٍ يسودُها العنفُ الأُسريُ هي توجهُ العديدَ منَ الأَولادِ نحوَ الانطواءِ على أنفسهِم وتفضيلِ الصّمت. فهم يخلقونَ لأنفسهم عالمًا داخليًا ليسَ بمقدورِ أيّ أحدٍ أنْ يمسَّهُم أو أنْ يشاركهم به . ولكن وللأسفِ الشَّديدِ فهذا الانطواء هو ذاته الَّذي يمنعهم منَ التوجهِ وطلبِ المساعدةِ أو الحديثِ عنْ الأمورِ السَّيئةِ الَّتي تحدثُ في داخلِ البيتِ. لذلكَ منْ واجبنا أن نقفَ إلى جانبهم وأن نُصغي لهم، أو نستدرجهم في الحديثِ إن أمكن ذلك شريطةَ أن لا نجرحَ مشاعرهم.

الأولاد الَّذين يعانونَ من العنفِ الأسري يريدون أن يعبروا عن الضّائقةِ الَّتي تختلجهم فنراهُم يريدونَ أن يصرخُوا ولكنهم عادةً ما تذكرهُم هذهِ الصَّرخة بأجواءِ العنفِ الَّتي يعيشوها فيفضلوا السكوتَ. لذلك نرى أنّه من الأفضل أن يقومَ الاشخاصُ المهنيونَ كالمعلمين، الاستشاريين، العمال الاجتماعيين أو حتى طبيبُ العائلةِ والذينَ يتواصلونَ معَ أولئك الأولاد بتشخيصِ تلكَ الحالاتِ وتقديمِ المساعدةِ المهنيَّةِ. نحنُ أيضًا بإمكاننا تقديمُ المساعدةِ ضمنَ نطاقِ البيئةِ القريبةِ منّا، إن كان من الأقارب أو ابنًا للجيران أو صديقاً لابننا أو حتى إن كان زبوناً في الدكانِ الذي نشتري منه.

الحاجة لمكان آمنٍ
بغضِ النَّظرِ إن كانت المساعدةُ النّاجعةُ من أحدِ الأطرِ المهنية أو بيتِ أحد الجيران فالأولاد بحاجةٍ الى أن يشعروا بأنّ لديهم مكانًا آمنًا يستطيعون به أن يعبّروا عن أنفسهم وعن رغباتهم دونَ أيّ انتقادٍ أو أحكامٍ.

لا توجدُ أيّةُ شرعيةٍ للعنفِ
عندما يطغى العنفُ على العائلةِ، معظمُ الأولادِ يكبرونَ وتصبحُ لديهم مفاهيمًا خاطئةً للحياةِ. لذلك من واجبنا نحنُ الكبارُ أن نوضِّحَ لهم أنَّ العنفَ هوَ وضعٌ غيرُ طبيعيّ ولا يوجدُ لهُ شرعيّهٌ. وكذلك علينا أنْ نوضّحَ لهم أنهم ليسوا سببًا لذلكَ العنف الأسري وأنّهُ من حقّهم أن يعيشوا بأمنٍ وأمانٍ وببيئةٍ صحيةٍ وآمنةٍ.

نعطيهم الأملَ
الأولاد وخصوصًا اليافعون، لا يستطيعون التَّعبيرَ عن آلامهم؛ هم بحاجةٍ الى أشخاصَ مختصينَ لكي يرشدوهم ويزَّودوهم بآلياتٍ ومهاراتٍ للتغلبِ على المشاعرِ الصَّعبةِ والمُرَّكبَةِ التي سببها عيشهم في بيئةٍ عنيفةٍ وغيرُ آمنةٍ.

المعلومات متاحة بالتنسيق مع العاملة الاجتماعية منى مزاوي (معالجة ومرشدة بمجال العنف الاسري) ولا تشكل بديلا لاستشارة خبراء في هذا المجال