شهودٌ على العنفِ: البيئةُ القريبةُ -
الجيرانُ, الاصدقاءُ، العائلةُ
لا بدَّ من أنّ العديدَ منا يعرفُ شخصًا أو كانَ على اتصالٍ بشخصٍ يمرُّ بتجربةِ عنفٍ أسريّ. يمكنُ أن تكونَ جارتنا،صديقتنا، زميلتنا في العملِ أو أيُّ شخصٍ ضمنَ إطارِ عائلتنا. من الصَّعبِ علينا أن نكتشفَ أن شخصًا ما نعرفهُ قدْ تضررَ جراءَ العنفِ الأسريّ. فلربما نرغبُ بتقديمِ المساعدةِ ولكننا لا نعرفُ كيفَ. البشرى السّارة أنه يوجدُ العديد من الامورِ التي يمكنُ القيام بها والتي من شأنها أن تساعدَ وأن تحدثَ تغييراً وفي بعض الأحيانِ يمكنها أن تنقذَ أرواحًا.
فالطريقةُ التي نتوجهُ بها عبرَ الحديثِ والإصغاءِ لشخصٍ نعرفهُ يمرُّ بتجربةِ عنفٍ من شأنها أن تحدثَ الفارقَ . تذكروا, فالسكوت هو علامة الرضى والموافقة عما يحدث.
كيف نتوجه وماذا نسأل ؟
الطّريقةُ الوحيدةُ لمعرفةِ إذا ما كانت هنالكَ مشكلة أم لا هي عن طريقِ توجيهِ الأسئلةِ. من المؤكّد أنّ التوجه الأول لن يكون سهلًا، ويمكن ان يقابلَ سؤالكم بالتوبيخِ أو بالإهانةِ. ولكن هنالك ما يمكن فعله لكي نهوّن وطأة ذلكَ. منَ الممكنِ أن تكونوا قلقينَ فيما لوْ كان سؤالكم قد يؤذي الشّخصَ الذي يتعرضُ للعنفِ، وهذا ما يجعلُ العديدَ من النّساءِ أن يُنكرنَ ما يحدثُ معهن في البيتِ. ولكن هذا لن يثنيكم عن توجيهِ السؤالِ، فقوموا باختيارِ التوقيت المناسب لبدءِ المحادثةِ، واعلموا أنّ عليكم الاصغاء بحسبِ وتيرتهم فأعطوهم المجال بالحديث متى وكيفما ارادوا ولا تتسرعوا بإطلاق الأحكام والنّصائح.
التّوجهُ بقلقٍ مع مراعاةِ مشاعرِ الغيرِ:
الطّريقةُ المثلى هي أن نعبّرَ عنْ قلقنا اتّجاه الشّخص الذي نعتقدُ انّه يمرُ بعنفٍ أسريٍّ.... من غير المحبذِ أن نواجهَ المرأةَ بأفكارنا وشكوكنا بطريقةٍ مباشرةٍ ،إنّما علينا أن نُعطيها الفرصةَ لكي تنفتحَ وتحدثنا بما تمرُ بهِ، حتّى عندما تتحدث عن ذلك من غيرِ المحبذِ أن نقولَ لها كيفَ نعتقدُ أنّ عليها أن تتصرفَ، بل علينا أن نصغي وأن نحتوي الأمورَ التي تقولها. اقرأ أكثر +
الإصغاء:
حاولوا أن تكونوا متعاطفينَ ولا تتسرعوا بإصدارِ الاحكامِ على المرأةِ حتى وإن... أنكرت تعرضها للعنف وادعت أنها لن تتركَ زوجها لأنها تحبهُ. حاولوا أن تعطوها الإحساسَ بأنّكم هناك لمساعدتها ولستم بصددِ إصدارِ الاحكامِ عليّها. اقرأ أكثر +
القدرةُ على التقبّل وعدم التشكيك بأقوالها:
عليكَ عدمُ إلغاءِ ما تقوله، أَعطوها الشعورَ بأَنكم مؤمنين بأقوالها ولا تشككوا... بها وتنتقدوها،منَ المهمّ أن تشعرَ بأنه يوجد لديها مكان آمن تستطيعُ به أن تعبرَ عن مشاعرها. أحيانًا وبمجردِ ايمانكم واعترافكم بالإضافةِ الى قدرتها على الكلامِ عن ذلك، هو بمثابة الخطوة الأولى باتّجاه التّفهم والاستيعابِ وعملٍ من شأنهِ أن يغيرَ الواقعَ. اقرأ أكثر +
تحلّوا بالصبرِ:
أحيانًا يتطلبُ الأمرُ لأكثرَ من محادثةٍ واحدةٍ، لذلك عليكم التّحلّي... بالصّبر إلى أن يحينَ الوقتُ المناسبُ لها للحديثِ والإسهابِ. اقرأ أكثر +
أعطوها القوة:
أحد الأشياء التي نحتاجها للخروجِ من علاقةٍ متوترةٍ هي تجديدُ بناءِ الثّقةِ بالنفسِ.... قولوا لها بأنّها جريئة وأنها أقوى بكثير مما تعتقد وأنّها تتمتعُ بالعديدِ من القدراتِ وبأنّها أمّ رائعة وكلُ ما من شأنه أن يعززَ من ثقتها بنفسها. اقرأ أكثر +
عدمُ تأنيبِ النَّفسِ:
كلُّ منْ يتعرضُ للإساءةِ يشعرُ بنوعٍ من تأنيبِ النّفسِ... وبإمكاننا مدّ يدَ العونِ بقولنا له إنّه ليس له ذنب بالأمور التي يمر بها. اقرأ أكثر +
الحثُ على طلبِ المساعدةِ:
بإمكانكم مساعدتها لكي تعرف أنها غيرُ ملزمة على أن تعيشَ على هذا النّحوِ، وبأنّه... هنالك من يستطيعُ أن يقدمَ لها ولعائلتها المساعدةَ. هنالك العديدُ من الجمعياتِ والمؤسساتِ التّي تُعنى بتقديم المساعدةِ والدّعمِ اللازمِ في مثلِ هذهِ الحالاتِ. ادعوا الضحايا للتوجه لتلكَ الجّهات للفحص والاستفسار, وبأن مثل هذا التوجه لا يلزمهم على المتابعة, ولا يحتم على تقديم شكاوى للشرطة . فبمجردِ التّوجّهِ لهذهِ الجمعياتِ والمؤسساتِ لا يلزمك بأيّ شيء. فالتّوجّه نفسه لا يعني الانفصالَ او ترك البيتِ. بل هذا يساعدك فقط على الحصولِ على المساعدةِ المهنيّةِ من قِبَلِ أشخاصٍ ذوي خبرة في هذا المجال,،ولك كامل الحرية والاختيار بكيفية الاستعانة بمثل هذه الخدمات. اقرأ أكثر +
حتّى وإنْ توجّهتم ولمْ تحصلوا على إجاباتٍ شافيةٍ على غرارِ توقعاتكم، فلا تستسلموا فأحيانا يتطلبُ الأمرُ أكثرَ من محاولة لكي تستطيعوا أن تقنعوا شخصًا يعيشُ بدائرةِ العنفِ الأسريّ أن يصارحكم بمشاعرهِ. فالمهمّ هو أن نشعرهم بأننا نقفُ لجانبهم وأنّه بإمكانهم التوجه لنا متى أرادوا.
كما أنّه من الممكن أن تحاول المرأة التي تعيش بدائرةِ العنفِ أن تدافعَ عن زوجها أو أن ترفضَ المساعدةَ رفضًا قاطعًا. فغالبًا ما ينكرُ المرءُ أنّه يعيشُ في هذه الدائرة ومنَ الصّعبِ عليّه الوثوقُ بأيّ طرفٍ آخر. لذلك علينا دائمًا أن نُظهرَ تعاطفًا وقلقًا ازاءَ هؤلاءِ الأشخاصِ وأنْ لا نعبرَ عن رأينا الشّخصي أو نوجّه انتقادًا أو حكامًا على الوضعِ القائمِ. فحاولوا احتواءهم والإصغاءَ اليّهم وتجنبوا فرضَ الحديثِ إذا ما شعرتم أنّ الطرفَ الآخرَ غيرُ جاهزٍ لذلك.
كيفَ يمكنُ أن نبدأ المحادثةَ وماذا يجبُ علينا أن نسألَ؟
أنت تعلمين أنّه يهمّني أمرك، فأنا ألاحظ بأنك غير مرتاحة في الفترةِ الأخيرة.
هل الأمورُ في البيتِ على ما يرام؟
هل من شيٍء يمكنني فعله لمساعدتك ؟
أنا قلقٌ عليكِ كثيرًا، فلم أراك كثيرًا خلالَ الأشهرِ الأخيرةِ.
أنا أَشعرُ أنّك تمرينَ بظروفٍ صعبةٍ، ومنَ المهمّ أن أقولَ لكِ إنّي هنا لجانبك ويمكنك الاعتماد عليي.
هل من شيء آخر يمكن عمله؟
بإمكانكم أن تقترحوا تقديمَ مساعدة عينية كالاعتناء بالأولادِ، أو المساعدة بأعمالٍ بيتيةٍ أُخرى أو أن يكونَ بيتكم ملاذًا لها أو لأولادها وذلك عندَ الظروفِ الصّعبةِ.
حافظوا على تواصلٍ مستمرٍ.
حافظوا على تواصلٍ مستمرٍ حتى وإن كانت قد انفصلت عن شريكها. ففترة الإنفصال تزيدُ منَ التّوترِ بالذّات عندما تكون هناك قضايا قضائية بخصوصِ الأولاد، فتواجدكم يمكنهُ أنْ يخففَ حدةَ النزاعِ وتغيير الواقع.
بحسب اختياركم اذا كان بإمكانكم (بموافقة الزوجة) دعم موقفها بمحيط عائلاتها وأمام الأشخاص المؤثرين بحياتها،وعكس شكل المعاناة التي تمر بها, وحاجتها الماسة لدعمهم ووقوفهم الى جانبها.
هل من أمورٍ يجبُ تجنبها ؟
عندما نتوجه في المرةِ الاولى لسيدةٍ تتواجدُ بدائرةِ العنفِ الأسريّ وبغضِ النّظرِ إن كانت جارتنا أو أحد معارفنا أو صديقة فعلينا تجنب بعض الأمور:
عليكم التعاملُ مع قضيةِ العنفِ بجديةٍ تامةٍ وعليكم أن لا تستهينوا بشيء حتى وإن كان الحديثُ عن عنفٍ عاطفيّ أو اقتصاديّ فكلاهما مؤشر للعنفِ الأسريّ الذي قد يؤدي للشعورِ بالعجزِ وفقدانِ السّيطرةِ.
عليكم تجنب إصدار الأحكامِ وإعطاء النصائح.
لا توجهوا اللّوم ولا تبحثوا عن المسببِ للوضعِ الراهنِ.
لا تحاولوا أن تبحثوا عن الأسبابِ للاعتداءِ فالاعتداء آليّةٌ يستعملُها الإنسانُ المعتدي وهو المسؤولُ الوحيدُ.
لا تتسرعوا وتحكموا عليها في حالةِ عودتِها لزوجِها بعدَ أنْ اعتدى عليها، فأحيانا يكون الانفصال أصعب.
لا تقولُوا لها ما عليها فعله ولا تضغطوا عليها بالانفصالِ فهي تتعرضُ لمثلِ هذا الضّغطِ منذُ فترةٍ طويلةٍ. فيجب عليها أن تعيدَ بناءَ نفسها وأن تتخذَ القرارات بنفسها.
المعلومات متاحة بالتنسيق مع العاملة الاجتماعية منى مزاوي (معالجة ومرشدة بمجال العنف الاسري) ولا تشكل بديلا لاستشارة خبراء في هذا المجال