
ستعودون إلى العمل
في ظلّ الحرب؟
هكذا تقومون بذلك بشكل صحيح
في هذه الأيام، الكثيرون منّا يعودون إلى العمل وإلى مزاولة المهنة التي توقّفت منذ بداية الحرب، ومع العودة - تتكشّف عدّة صعوبات. كيف يمكنكم العودة إلى العمل بشكل صحيح؟ لقد قمنا بتجميع بعض النصائح المفيدة لكم، والتي يمكنها أن تجعل التّغيير أسهل بكثير.
كيف يمكنكم العودة إلى العمل بشكل صحيح؟
لقد مرّت أشهر طويلة من الخروج عن الروتين، ويبدو أنّ الحياة تحاول العودة إلى مسارها شيئًا فشيئًا. في هذه الأيّام، يعود الكثيرون منّا إلى العمل والمهنة التي توقّفت منذ بداية الحرب، ومع العودة – يظهر قدر غير قليل من الصّعوبات. كيف يمكنكم العودة إلى العمل بشكل صحيح؟ قمنا بتجميع بعض النصائح المفيدة لكم، والتي من الممكن أن تجعل هذا التغيير أسهل بكثير
إنّ الحفاظ على عادات عملنا يمكنه أن يساعدنا في الحفاظ على روتين حياتنا بأكمله. إنّه يخلق إحساسًا بالإنجاز، ويضفي معنى على حياتنا اليوميّة ويوفّر الاستقرار الاقتصاديّ. إلى جانب هذه الفوائد الواضحة، فإنّ العودة إلى العمل أو المكتب في هذه الأيّام غير الروتينيّة قد تثير قدرًا غير قليل من التحدّيات، سواء لأصحاب العمل أو للعاملين. قد تقابلون في العمل أشخاصًا كانوا حاضرين في أحداث 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، أو آخرين تمّ إخلاؤهم من منازلهم، أو أشخاصًا أصيب أحد أفراد أسرهم. كعاملين، قد تواجهون صعوبة في الحفاظ على روتين العمل "العاديّ"، أو عدم القدرة على التركيز، أو صعوبة في أداء المهامّ كما ينبغي، أو صعوبة في الحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء في العمل. فكيف ستتمكّنون من العودة إلى العمل بأفضل طريقة؟
النصائح الذهبيّة لأصحاب العمل
تجلب أوقات الأزمات معها قدرًا غير قليل من التحدّيات، حتّى على المستوى الإداريّ. إنّ التحدّي الذي ستواجهونه كأصحاب عمل سيتطلّب منكم إجراء محادثة شخصيّة ومُصغية مع العاملين، وفهم صعوباتهم واحتياجاتهم، إضافةً إلى المرونة، الاحتواء والملاءَمة بين احتياجات العاملين ومهامّ المؤسّسة. كلّما شعر العاملون بأنّكم تصغون إليهم وتهتمّون بوضعهم، ستزيد قدرتهم على التكيّف مع العودة إلى العمل بأفضل وأسرع طريقة. سيساعدكم اتّباع الخطوات الأربع التالية على القيام بذلك بشكل صحيح.
الفهم - حاولوا أن تبادروا إلى محادثات شخصيّة مع العاملين لفهم ما إذا كانوا بحاجة إلى المساعدة. أظهروا اهتمامًا حقيقيًّا بهم، وتعمّقوا في المواقف، وحاولوا أن تفهموا كيف يؤثّر الوضع عليهم على المستوى الشخصيّ والمهنيّ.
التواصل - القيادة المخفّفة للتوتّر تقوم على الثقة. بعد اعتماد المحادثات الشّخصيّة، حاولوا إنشاء منتديات للأسئلة والأجوبة، وحافظوا على تواصل منفتح وصادق مع العاملين.
التنوّع - يتعامل الأشخاص مع المواقف المختلفة بطرق مختلفة. سيرغب البعض في العمل أكثر، أو أقلّ، والبعض الآخر لن يكون قادرًا على العمل على الإطلاق. حاولوا ملاءَمة ردود أفعالكم للمواقف، وزيادة الدعم للعاملين بطريقة واضحة ومرئيّة.
المرونة - القدرة على التكيّف وتغيير الاستراتيجيّات وخطط العمل بسرعة قد تساعد المؤسّسات على الصمود في أوقات عدم اليقين – وحتّى النموّ. حاولوا إبداء المرونة هذه الأيّام، ومجاراة العاملين قدر الإمكان.
من المهمّ أن تتذكّروا: لن يحتاج جميع العاملين إلى ملاءَمات، ولكن حاولوا إجراءها على مستوى شخصيّ وديناميكيّ، بحيث تختلف من عامل إلى آخر. معظم الملاءَمات سهلة التنفيذ ولا تتطلّب تكاليف كبيرة، وأهمّيتها، في الأساس، أنّها ستجعل العاملين يشعرون بأنّ هناك من يهتمّ بهم ويسمعهم، وبأنّ هناك مَن يلجأون إليه.
وماذا بشأن العاملين؟
سواء كنتم عائدين إلى العمل مباشرة من الخدمة الاحتياطيّة العسكريّة، أو كنتم تحاولون العودة إلى الحياة الروتينيّة بعد أن تغيّرت الحياة بشكل كامل – هناك عدد من الخطوات الصغيرة التي يمكنها أن تجعل عودتكم أسهل.
"أقابل في العيادة، العديد من الأشخاص الذين يتوقون إلى إيجاد علاقة، ومن المهم عدم الاستسلام أو اليأس"، تقول ريكي مئيري، المُعالِجة النفسيّة، المُعالِجة المُعتمدة للأزواج والأسرة، والمديرة المِهْنيّة للوحدة العياديّة (السريريّة) في جمعيّة "نتال". "إنّ الإجراءات التي نتّخذها تؤدّي في نهاية المطاف إلى النتائج المرجوّة. يجد عدد لا بأس به من الرّجال والنساء الأحرار (العازبين والعازبات) علاقات في جميع الأزمنة المُعقّدة، مثل: فترة كورونا وفترة العمليّات العسكريّة الأخرى التي حدثت في البلاد".
المثابرة - العمل يشجّع على الشعور بالكفاءة، لذا فإنّ المثابرة فيه، حتّى في اللحظات الصّعبة، ستكون مفيدة وفعّالة بالنسبة لكم على المدى الطويل.
المرونة - حاولوا إبداء المرونة والاستعداد للتغييرات، وحافظوا على تواصل صريح ومنفتح مع أصحاب العمل. سواء كنتم بحاجة إلى يوم عمل من المنزل، أو كنتم بحاجة إلى ترك العمل مبكّرًا – حاولوا أن تفهموا كيف يمكنكم تغيير إطار العمل بحيث يكون أفضل وأنسب بالنسبة لكم.
التسامح - حتّى في اللحظات الصعبة، حاولوا التفكير من جهة صاحب العمل أيضًا – بما في ذلك احتياجات المؤسّسة ومهامّها. في بعض الأحيان، يكون العمل وفقًا لـ "المهمّة الكبيرة" هو الذي يمكنه أن يجعل المهامّ الصغيرة أسهل، ويساعدكم على النجاح في روتين العمل الجديد.